09 نوفمبر 2024 | 07 جمادى الأولى 1446
A+ A- A
الاوقاف الكويت

الشيخ العمري يطرح مجموعة ضوابط علمية وتقنية وشرعية لتعليم القرآن الكريم

04 مايو 2014

**المؤسسات والمراكز القرآنية وجدت فضاءً رحباً لخدمة القرآن الكريم وتدريسه ونشر علومه بواسطة الوسائل التكنولوجية

** تطوير طرق تدريس القرآن الكريم – حفظاً وتجويداً – في المراكز والحلقات القرآنية من خلال التوظيف الأمثل للحاسب الآلي

** إجراء بحوث ودراسات ميدانية تقنية متخصصة في مجالات تدريس القرآن الكريم والاستفادة من التقنيات المتطورة

** تعزيز التعاون المشترك بين وزارات الشؤون الإسلامية والتربية والتعليم والجامعات وشركات إنتاج وتطوير البرامج

اتجهت جهود العلماء والمختصين في كل زمان ومكان للعناية بتحفيظ القرآن الكريم وتعليم تلاوته وتدريس علومه، وتفننوا في استخدام الوسائل التعليمية المساعدة في تعليمه لمختلف الفئات العمرية، ومنذ ظهور الحاسب الآلي وانتشاره بشكل واسع وتنوع تطبيقاته، ثم بظهور الإنترنت وتعدد استخداماته، وجدت المؤسسات والمراكز القرآنية والمختصون فضاءً رحباً لخدمة القرآن الكريم وتدريسه ونشر علومه.

عضو لجنة التحكيم في جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم وأحد القراء المجيدين في مملكة البحرين الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز قحطان العمري أحد الذين بهذا التوجه في ظل تنامي مؤشراته المتمثلة في كثرة البرامج التعليمية الخاصة بالقرآن الكريم، والزيادة الملحوظة في البرامج الإعلامية المتخصصة في ذلك، إضافة إلى مواقع الإنترنت المتخصصة وشبه المتخصصة في مجال القرآن الكريم وعلومه، وكذلك المواقع الشخصية للعلماء وقراء القرآن الكريم.

التوظيف التكنولوجي الأمثل

وضمانا للتوظيف التكنولوجي الأمثل في تعليم القرآن الكريم وضع الشيخ العمري "وثيقة مرجعية حول الضوابط العلمية والتقنية والشرعية لتعليم القرآن الكريم باستخدام المستجدات التكنولوجية"، عزا فيها أهمية توظيف التقنية في مجال تعلُّم وحفظ ونشر وتعليم القرآن الكريم إلى حزمة من الأسباب والدواعي ، وتتمثل في قلة عدد المعلمين المؤهلين لتدريس القرآن الكريم مقابل زيادة عدد الطلاب بشكل مطرد، وأن الطريقة الفردية - وهي أنسب الطرق لتحفيظ القرآن الكريم وتعليم تلاوته - تستهلك وقتاً وجهداً كبيراً من المعلِّم والمتعلِّم، قد لا يتسع له وقت الحصة أو الحلقة الدراسية، فضلا عن حاجة المتعلم للاستماع إلى كيفية أداء بعض الكلمات والآيات القرآنية، وتصحيح التلاوة عند وقوع الخطأ، سواءً كان ذلك أثناء الحصة أو بعدها، مشددا على أهمية الاستجابة لتوصيات التربويين والمتخصصين بضرورة توظيف تكنولوجيا التعليم في تدريس المواد الدارسية وتنفيذ الأنشطة الصفيَّة، باعتبارها عامل جذب وتشويق للمتعلِّم، وعامل مساعدة ومساندة للمعلِّم، والعمل على تقليل هامش الخطأ في إعداد الوسائل التعليمية التي تحوي نصوصاً قرآنية.

مواصفات برامج تعليم القرآن

ويحدد الشيخ العمري مواصفات برامج التعليم الجيدة في تعلُّم وتعليم القرآن الكريم في أربعة مجالات رئيسة:

أولاً: معايير عامة، وهي أن تكون البرمجيةهادفة (ترتكز على أهداف تربوية، مصاغة بطريقة واضحة ومحددة وقابلة للقياس) وموجهة لفئة محددة وبسيطة وغير معقدة ومقبولة التكلفة.

ثانياً: معايير المحتوى العلمي وضرورة أن تخدم الأهداف الموضوعة تقدم معلومات صحيحة ودقيقة، وذات عرض منطقي ومترابط (التسلسل والتتابع المنطقي للدروس) وذات نصوص سليمة اللغة واضحة المعنى، ويجب أن تكون الآيات صحيحة تماماً من حيث النص ورقم الآية، وأن تكون مكتوبة بالرسم العثماني، ويجب الالتزام بعلامات الضبط السائدة في المصاحف، ويفضَّل أن تكون مشابهة لتقسيم صفحات المصحف المطبوع.

ثالثاً: معايير تربوية موجِّهة (أي أنها تعرف المعلومات والمهارات المطلوبة في بداية كل وحدة أو درس، تقود المتعلم خطوة بخطوة في ذلك)، وتفاعلية (تشد انتباه المتعلم، وتتجاوب معه من خلال تغذية راجعة تبين له جوانب الصواب وتعززه، وجوانب الخطأ وتعالجه)، وتقويمية (تشتمل على وسائل تقويم متنوعة ومتدرجة الصعوبة)، وتراعي الفروق الفردية (كالفروق في السرعة والبطء، والسهولة والتعقيد، وفي مهارات القراءة والكتابة والاستيعاب والاستذكار وتتضمن أنشطة إثرائية وعلاجية)، وبنائية (أي توظف معارف ومهارات المتعلم السابقة في التعلم الجديد، وتساعد على نقل أثر التعلم إلى ما يتعلمه مستقبلاً)، وتقلل من الاعتماد على المعلم، ويتاح للطالب اختيار القارئ الذي يفضله، شريطة أن تكون الخيارات لمشايخ وقراء معروفين بإتقانهم وجودة تلاوتهم، كما يتاح للطالب اختيار سرعة القراءة (ترتيل، تدوير، حدر)، بما يتناسب مع الغرض من الدرس (حفظ، مراجعة، أحكام التجويد).

رابعاً: معايير تقنية: وتشمل: سهولة إعداد البرنامج setup، وتوفر وظائف تكرار الآيات والمقاطع بعدد المرات التي يحددها المستخدم، وجودة الصوت والتسجيل والألوان، وحسن الإخراج واستخدام الرسوم والنماذج المتحركة، لا تتطلب من الطالب معرفة مسبقة بالحاسوب، وتتيح له أن يتحكم في اختيار الدرس، وأن تتضمن وظائف مساعدة، وتوفر وظائف الحفظ والطباعة والنسخ، ولا تتطلب مواصفات تقنية عالية للتشغيل، والاستخدام الأمثل لتقنية التعرف على الكلام، والتصحيح التلقائي للأخطاء.

تكنولوجيا التعليم في تدريس القرآن

وأوصى الشيخ العمري بضرورة توظيف تكنولوجيا التعليم في تدريس القرآن الكريم حفظاً وتجويداً كعامل مساعد للمعلم والمتعلم في إطار نظام التعليم التقليدي القائم على مبدأ تفريد التعلم الذي يُعدُّ الوضع الأمثل لبيئة المراكز والحلقات القرآنية، بالاضافة الى الالتزام بالمعايير التربوية والتقنية عند إعداد أو اختيار البرمجيات التعليمية، فالتقنية يجب أن تكون خادماً للأهداف والاحتياجات التربوية وليست موجهةً لها.

ودعا إلى إجراء بحوث ودراسات ميدانية تقنية متخصصة في مجالات تدريس القرآن الكريم – حفظاً وتجويداً – والاستفادة من التقنيات المتطورة في هذا المجال، لاسيما تقنية التعرف على الصوت والكلام، بحيث يسهم ذلك في تطوير برامج حاسوبية ذات مستوى عالٍ من الاحتراف والإتقان تخفف العبء من على كاهل معلم القرآن الكريم، وتعالج النقص الكبير في أعداد المعلمين، وتساعد الطالب على بلوغ أهدافه بما يتناسب مع قدراته وميوله.

وأكد أهمية تعزيز التعاون المشترك بين وزارات الشؤون الإسلامية ووزارات التربية والتعليم والجامعات وشركات إنتاج وتطوير البرامج من أجل إنتاج برامج تعليمية تقوم على أسس تربوية وعلمية صحيحة، وتوظف آخر مستجدات التقنية في عملها، فضلا عن إنشاء مواقع ومنتديات متخصصة على شبكة الإنترنت في مجال تكنولوجيا التعليم وتوظيفها في تدريس القرآن الكريم وعلومه، ومتابعة ما يطرح فيها من أفكار ومقترحات، وتبني الجيد منها.

وشدد على أهمية تطوير طرق تدريس القرآن الكريم – حفظاً وتجويداً – في المراكز والحلقات القرآنية من خلال التوظيف الأمثل للحاسب الآلي وتقنيات الوسائط المتعددة في التدريس، بما يتطلبه ذلك ما يلي:

‌أ- إدراج تكنولوجيا التعليم ضمن عناصر الخطة الاستراتيجية للمراكز، وتبنيها من قبل الإدارة العليا في الجهات المعنية.

‌ب- إعادة النظر في صياغة المناهج والمقررات الدراسية الحالية وتضمينها البعد التكنولوجي.

‌ج- توفير مختبرات حديثة للحاسب الآلي في المراكز الكبيرة بدايةً بحيث تكون مجهزة بالبرامج والأجهزة المناسبة، لاسيما المتعلقة منها بوسائل نقل وبرامج التحكم في الوسائط المتعددة (كالسماعات، والميكروفونات، والشاشات، ... الخ).

‌د- تدريب معلمي القرآن الكريم على كيفية استخدام البرمجيات التعليمية وتوظيفها في عملية التدريس.

‌هـ- تهيئة بعض معلمي القرآن الكريم ليكون لديهم القدرة على إنتاج برمجيات تعليمية في مجال القرآن الكريم وعلومه، حيث يمكن الإفادة من هذه الفئة مستقبلاً في مراقبة وتطوير البرامج والطرق المتبعة في التدريس.

حاستا السمع والبصر

وحول التلقين والتلقي قال إن تعلم القرآن الكريم – حفظاً وتجويداً – يركز في تلقيه على حاستي السمع والبصر، أما في تلقينه فيرتكز على النطق بما سمعه وأبصره المتعلم. فالطريقة التقليدية الجيدة في تعليم القرآن الكريم تقوم على العرض والسماع، حيث يقوم المعلم بقراءة الآيات والمتعلم يستمع ويتابع ما يقرأه معلمه في المصحف، وفي هذا توظيف لحاستي السمع والبصر من قبل المتعلم ويمكنه تذكر ذلك بنسبة (50%)، ثم يقوم المتعلم بقراءة – عرض - الآيات من المصحف والمعلِّم يستمع إليه ويصوب تلاوته، وبذلك يتذكر المتعلم 70% ما تتعلمه. فإذا ما أضيف إلى ذلك أن يستحضر القارئ الآيات ويستشهد بها في المواقف التي تناسبها، فإن ذلك يرفع من نسبة ما يتذكره منها إلى 90%. وذلك كله يفسر سبب ذكر القرآن الكريم المتكرر لحاستي السمع والبصر، وحثه على توظيفها التوظيف السليم في معرفة الحق والتوصل إليه، (أفلا يسمعون) (أفلا يبصرون).

ولا يسعنا إلا ان نشكر عضو لجنة التحكيم في جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم في مملكة البحرين الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز قحطان العمري، ونسأل الله تعالى ان يبارك في صحته، وأن يفيض عليه من علمه سبحانه، كما ندعوه سبحانه أن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا وأن يزيدنا علما وعملا.

**المؤسسات والمراكز القرآنية وجدت فضاءً رحباً لخدمة القرآن الكريم وتدريسه ونشر علومه بواسطة الوسائل التكنولوجية

** تطوير طرق تدريس القرآن الكريم – حفظاً وتجويداً – في المراكز والحلقات القرآنية من خلال التوظيف الأمثل للحاسب الآلي

** إجراء بحوث ودراسات ميدانية تقنية متخصصة في مجالات تدريس القرآن الكريم والاستفادة من التقنيات المتطورة

** تعزيز التعاون المشترك بين وزارات الشؤون الإسلامية والتربية والتعليم والجامعات وشركات إنتاج وتطوير البرامج

اتجهت جهود العلماء والمختصين في كل زمان ومكان للعناية بتحفيظ القرآن الكريم وتعليم تلاوته وتدريس علومه، وتفننوا في استخدام الوسائل التعليمية المساعدة في تعليمه لمختلف الفئات العمرية، ومنذ ظهور الحاسب الآلي وانتشاره بشكل واسع وتنوع تطبيقاته، ثم بظهور الإنترنت وتعدد استخداماته، وجدت المؤسسات والمراكز القرآنية والمختصون فضاءً رحباً لخدمة القرآن الكريم وتدريسه ونشر علومه.

عضو لجنة التحكيم في جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم وأحد القراء المجيدين في مملكة البحرين الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز قحطان العمري أحد الذين بهذا التوجه في ظل تنامي مؤشراته المتمثلة في كثرة البرامج التعليمية الخاصة بالقرآن الكريم، والزيادة الملحوظة في البرامج الإعلامية المتخصصة في ذلك، إضافة إلى مواقع الإنترنت المتخصصة وشبه المتخصصة في مجال القرآن الكريم وعلومه، وكذلك المواقع الشخصية للعلماء وقراء القرآن الكريم.

التوظيف التكنولوجي الأمثل

وضمانا للتوظيف التكنولوجي الأمثل في تعليم القرآن الكريم وضع الشيخ العمري "وثيقة مرجعية حول الضوابط العلمية والتقنية والشرعية لتعليم القرآن الكريم باستخدام المستجدات التكنولوجية"، عزا فيها أهمية توظيف التقنية في مجال تعلُّم وحفظ ونشر وتعليم القرآن الكريم إلى حزمة من الأسباب والدواعي ، وتتمثل في قلة عدد المعلمين المؤهلين لتدريس القرآن الكريم مقابل زيادة عدد الطلاب بشكل مطرد، وأن الطريقة الفردية - وهي أنسب الطرق لتحفيظ القرآن الكريم وتعليم تلاوته - تستهلك وقتاً وجهداً كبيراً من المعلِّم والمتعلِّم، قد لا يتسع له وقت الحصة أو الحلقة الدراسية، فضلا عن حاجة المتعلم للاستماع إلى كيفية أداء بعض الكلمات والآيات القرآنية، وتصحيح التلاوة عند وقوع الخطأ، سواءً كان ذلك أثناء الحصة أو بعدها، مشددا على أهمية الاستجابة لتوصيات التربويين والمتخصصين بضرورة توظيف تكنولوجيا التعليم في تدريس المواد الدارسية وتنفيذ الأنشطة الصفيَّة، باعتبارها عامل جذب وتشويق للمتعلِّم، وعامل مساعدة ومساندة للمعلِّم، والعمل على تقليل هامش الخطأ في إعداد الوسائل التعليمية التي تحوي نصوصاً قرآنية.

مواصفات برامج تعليم القرآن

ويحدد الشيخ العمري مواصفات برامج التعليم الجيدة في تعلُّم وتعليم القرآن الكريم في أربعة مجالات رئيسة:

أولاً: معايير عامة، وهي أن تكون البرمجيةهادفة (ترتكز على أهداف تربوية، مصاغة بطريقة واضحة ومحددة وقابلة للقياس) وموجهة لفئة محددة وبسيطة وغير معقدة ومقبولة التكلفة.

ثانياً: معايير المحتوى العلمي وضرورة أن تخدم الأهداف الموضوعة تقدم معلومات صحيحة ودقيقة، وذات عرض منطقي ومترابط (التسلسل والتتابع المنطقي للدروس) وذات نصوص سليمة اللغة واضحة المعنى، ويجب أن تكون الآيات صحيحة تماماً من حيث النص ورقم الآية، وأن تكون مكتوبة بالرسم العثماني، ويجب الالتزام بعلامات الضبط السائدة في المصاحف، ويفضَّل أن تكون مشابهة لتقسيم صفحات المصحف المطبوع.

ثالثاً: معايير تربوية موجِّهة (أي أنها تعرف المعلومات والمهارات المطلوبة في بداية كل وحدة أو درس، تقود المتعلم خطوة بخطوة في ذلك)، وتفاعلية (تشد انتباه المتعلم، وتتجاوب معه من خلال تغذية راجعة تبين له جوانب الصواب وتعززه، وجوانب الخطأ وتعالجه)، وتقويمية (تشتمل على وسائل تقويم متنوعة ومتدرجة الصعوبة)، وتراعي الفروق الفردية (كالفروق في السرعة والبطء، والسهولة والتعقيد، وفي مهارات القراءة والكتابة والاستيعاب والاستذكار وتتضمن أنشطة إثرائية وعلاجية)، وبنائية (أي توظف معارف ومهارات المتعلم السابقة في التعلم الجديد، وتساعد على نقل أثر التعلم إلى ما يتعلمه مستقبلاً)، وتقلل من الاعتماد على المعلم، ويتاح للطالب اختيار القارئ الذي يفضله، شريطة أن تكون الخيارات لمشايخ وقراء معروفين بإتقانهم وجودة تلاوتهم، كما يتاح للطالب اختيار سرعة القراءة (ترتيل، تدوير، حدر)، بما يتناسب مع الغرض من الدرس (حفظ، مراجعة، أحكام التجويد).

رابعاً: معايير تقنية: وتشمل: سهولة إعداد البرنامج setup، وتوفر وظائف تكرار الآيات والمقاطع بعدد المرات التي يحددها المستخدم، وجودة الصوت والتسجيل والألوان، وحسن الإخراج واستخدام الرسوم والنماذج المتحركة، لا تتطلب من الطالب معرفة مسبقة بالحاسوب، وتتيح له أن يتحكم في اختيار الدرس، وأن تتضمن وظائف مساعدة، وتوفر وظائف الحفظ والطباعة والنسخ، ولا تتطلب مواصفات تقنية عالية للتشغيل، والاستخدام الأمثل لتقنية التعرف على الكلام، والتصحيح التلقائي للأخطاء.

تكنولوجيا التعليم في تدريس القرآن

وأوصى الشيخ العمري بضرورة توظيف تكنولوجيا التعليم في تدريس القرآن الكريم حفظاً وتجويداً كعامل مساعد للمعلم والمتعلم في إطار نظام التعليم التقليدي القائم على مبدأ تفريد التعلم الذي يُعدُّ الوضع الأمثل لبيئة المراكز والحلقات القرآنية، بالاضافة الى الالتزام بالمعايير التربوية والتقنية عند إعداد أو اختيار البرمجيات التعليمية، فالتقنية يجب أن تكون خادماً للأهداف والاحتياجات التربوية وليست موجهةً لها.

ودعا إلى إجراء بحوث ودراسات ميدانية تقنية متخصصة في مجالات تدريس القرآن الكريم – حفظاً وتجويداً – والاستفادة من التقنيات المتطورة في هذا المجال، لاسيما تقنية التعرف على الصوت والكلام، بحيث يسهم ذلك في تطوير برامج حاسوبية ذات مستوى عالٍ من الاحتراف والإتقان تخفف العبء من على كاهل معلم القرآن الكريم، وتعالج النقص الكبير في أعداد المعلمين، وتساعد الطالب على بلوغ أهدافه بما يتناسب مع قدراته وميوله.

وأكد أهمية تعزيز التعاون المشترك بين وزارات الشؤون الإسلامية ووزارات التربية والتعليم والجامعات وشركات إنتاج وتطوير البرامج من أجل إنتاج برامج تعليمية تقوم على أسس تربوية وعلمية صحيحة، وتوظف آخر مستجدات التقنية في عملها، فضلا عن إنشاء مواقع ومنتديات متخصصة على شبكة الإنترنت في مجال تكنولوجيا التعليم وتوظيفها في تدريس القرآن الكريم وعلومه، ومتابعة ما يطرح فيها من أفكار ومقترحات، وتبني الجيد منها.

وشدد على أهمية تطوير طرق تدريس القرآن الكريم – حفظاً وتجويداً – في المراكز والحلقات القرآنية من خلال التوظيف الأمثل للحاسب الآلي وتقنيات الوسائط المتعددة في التدريس، بما يتطلبه ذلك ما يلي:

‌أ- إدراج تكنولوجيا التعليم ضمن عناصر الخطة الاستراتيجية للمراكز، وتبنيها من قبل الإدارة العليا في الجهات المعنية.

‌ب- إعادة النظر في صياغة المناهج والمقررات الدراسية الحالية وتضمينها البعد التكنولوجي.

‌ج- توفير مختبرات حديثة للحاسب الآلي في المراكز الكبيرة بدايةً بحيث تكون مجهزة بالبرامج والأجهزة المناسبة، لاسيما المتعلقة منها بوسائل نقل وبرامج التحكم في الوسائط المتعددة (كالسماعات، والميكروفونات، والشاشات، ... الخ).

‌د- تدريب معلمي القرآن الكريم على كيفية استخدام البرمجيات التعليمية وتوظيفها في عملية التدريس.

‌هـ- تهيئة بعض معلمي القرآن الكريم ليكون لديهم القدرة على إنتاج برمجيات تعليمية في مجال القرآن الكريم وعلومه، حيث يمكن الإفادة من هذه الفئة مستقبلاً في مراقبة وتطوير البرامج والطرق المتبعة في التدريس.

حاستا السمع والبصر

وحول التلقين والتلقي قال إن تعلم القرآن الكريم – حفظاً وتجويداً – يركز في تلقيه على حاستي السمع والبصر، أما في تلقينه فيرتكز على النطق بما سمعه وأبصره المتعلم. فالطريقة التقليدية الجيدة في تعليم القرآن الكريم تقوم على العرض والسماع، حيث يقوم المعلم بقراءة الآيات والمتعلم يستمع ويتابع ما يقرأه معلمه في المصحف، وفي هذا توظيف لحاستي السمع والبصر من قبل المتعلم ويمكنه تذكر ذلك بنسبة (50%)، ثم يقوم المتعلم بقراءة – عرض - الآيات من المصحف والمعلِّم يستمع إليه ويصوب تلاوته، وبذلك يتذكر المتعلم 70% ما تتعلمه. فإذا ما أضيف إلى ذلك أن يستحضر القارئ الآيات ويستشهد بها في المواقف التي تناسبها، فإن ذلك يرفع من نسبة ما يتذكره منها إلى 90%. وذلك كله يفسر سبب ذكر القرآن الكريم المتكرر لحاستي السمع والبصر، وحثه على توظيفها التوظيف السليم في معرفة الحق والتوصل إليه، (أفلا يسمعون) (أفلا يبصرون).

ولا يسعنا إلا ان نشكر عضو لجنة التحكيم في جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم في مملكة البحرين الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز قحطان العمري، ونسأل الله تعالى ان يبارك في صحته، وأن يفيض عليه من علمه سبحانه، كما ندعوه سبحانه أن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا وأن يزيدنا علما وعملا.

القائمة البريدية

انضم للقائمة البريدية للموقع ليصلك كل جديد

جميع الحقوق محفوظه لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية - دولة الكويت